مدرسة روز للرقص التعبيري
بيان حول فلسطين
تم إعداد هذا البيان من خلال جمع ثلاثة عشر وجهة نظر مختلفة من الفنانين الثلاثة عشر العاملين في “مدرسة روز للرقص التعبيري”. قررنا نشرها معًا، دون ذكر توقيع الافراد بعينهم، وذلك للإشارة إلى أننا نقف معًا كمجموعة، جزء لا يتجزأ من أي فعل جماعي. هذا البيان هو جزء من مناقشات وإجراءات أوسع داخل المدرسة وفي الممارسات الفردية للفنانين الثلاثة عشر، وقد نقوم بتعديله وتحديثه عند الضرورة.
-
بصفتنا مجموعة فنية من مدرسة روز للرقص التعبيري ومقرها في سادلرز ويلز، نعارض بشكل قاطع الإبادة الجماعية المستمرة التي ترتكبها إسرائيل في غزة. نحن ندعم وقفاً دائماً لإطلاق النار، وإنهاء الاحتلال، ووقف تمويل جميع الإبادات الجماعية.
-
بصفتنا فنانين، ومنسقين، ومنتجين، وكتّاباً، ومفكرين، ومواطنين من مناطق متعددة حول العالم، نحن ملتزمون بممارسة سياسة مناهضة الاستعمار والعنصرية. نرفض الخضوع لثقافة الخوف والجهل. نحن نؤمن بقوة العمل الجماعي لتعزيز ودعم بعضنا البعض. نصرّ على أن حرياتنا مترابطة.
-
في عالم مليء بعدم المساواة والاضطهاد المنهجي، يبدو أن الفوضى والحرب تتصاعدان، مما يؤدي إلى تآكل إنسانيتنا
لا يمكننا أن نبقى صامتين أمام العنف الذي يتكشف في غزة، والذي لا يمكن تبريره تحت أي ظرف. يجب على إسرائيل أن تضع حداً لهذا المجزرة التي تُعد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.
-
النضال من أجل تحرير فلسطين مرتبط بعمق بالنضالات العالمية ضد الاضطهاد، والظلم المنهجي، وعدم المساواة. إنه يعكس تاريخاً طويلاً من الصراعات غير المتكافئة، والنسيان التاريخي، والإرث المستمر للاستعمار الاستيطاني، الذي لا يزال يظهر بأشكال مختلفة حول العالم – من سلب الأراضي من السكان الأصليين والعنف العنصري إلى صعود الأنظمة الاستبدادية اليمينية.
في لحظة نكون فيها جميعاً متورطين، ولا يمكن لأحد أن ينفصل عن الفوضى التي يعيشها العالم، نبقى ثابتين في التزامنا بالعدالة. ندرك أن الالتزامات السياسية المناهضة للاستعمار تأخذ أشكالاً وأزمنة مختلفة.كما ندرك أن كلمة "نحن" في هذا النص تستند إلى استحالة، لأن التاريخ ترك بصماته علينا بطرق مختلفة، والعبء الذي نحمله قد يكون غير متكافئ. لذلك، يجب تفكيك هذا "النحن". ومع ذلك، ما يجمع هذا "النحن" المتعدد هو فعل أمل واسع – يتجه، ويتحرك، ويطمح إلى رؤية عالم تُقدّر فيه جميع الأرواح بشكل متساوٍ.
-
نحن نعارض أي شكل من أشكال العنف القائم على الطبقة أو العرق أو النوع الاجتماعي الذي يستهدف الناس من قبل أنظمة رأسمالية وفاشية تهدف إلى القضاء على المجتمعات التي لا تخدم استراتيجياتها القمعية.
لا أحد حر حتى يصبح الجميع أحرارا.
-
يجب أن يكون هناك تضامن بين جميع القضايا التحررية. أدرك تعقيد التعبير عن التضامن والاختلافات في فهمه. ومع ذلك، أتبنّى الفهم بأن جميع أشكال العمل الإبداعي والفكري بطبيعتها ذات طابع سياسي، والصمت أمام الأحداث الجارية يصبح شكلاً من أشكال التواطؤ. لا أبرر الإبادة أو جرائم الحرب، ولا يوجد أي مبرر لهذه الجرائم. أدعو إلى إنهاء جميع الاحتلالات الاستعمارية.
-
وبدون أي شروط، ومع التزام مستمر بتعلم كيفية العمل بما يتماشى مع بياننا، نقف في تضامن مع الشعب الفلسطيني وحقه في التحرر. وبهذا، نعارض بشدة جميع الأنظمة التي تستمر في دعم دولة الفصل العنصري في إسرائيل وإبادتها المستمرة.
نُدرك قوة الكلمات في بناء العوالم التي نعيش فيها، وتصميم الأنظمة التي ندعمها من خلال وجودنا اليومي. لذلك، نرفع أصواتنا لرفض قبول الإبادة التي تُرتكب في فلسطين، مُضيفين كلماتنا إلى الصوت الجماعي الذي يسعى لتخيل ما هو ممكن عندما نرفض الرؤية العنيفة والقمعية التي تفرضها هذه الأنظمة.
-
كما قال الفنان مازن كرباج
"معاداة السامية عار، ومعاداة الصهيونية واجب"
أرفض الخلط بين اليهودية والصهيونية، وهو خلط استُخدم لفترة طويلة كأداة لإسكات وتجريم من يتحدثون دعماً للمظلومين. أنا ملتزم بممارسة مناهضة العنصرية، ولذلك يجب على أن أتحدث ضد الإبادة الجماعية وأنظمة الاضطهاد.
هناك شبكة دعم عميقة للجاني تتجاوز ما يمكنني استيعابه، من خلال حكوماتنا، والهيئات المالية، والمؤسسات، والثروات. وجودنا في هذا النظام يجعلنا جميعاً مشاركين في هذه الفظائع، ولهذا أشعر بضرورة مقاومته بالكلمات، وبالأفعال. هذه الكلمات ليست كافية، لكنها شرارة لفعل يأمل أن يغذي تفكيك هذه الشبكة الظالمة..
هناك شبكة عميقة من الدعم للمحتل تمتد أبعد مما أستطيع فهمه، من خلال حكومتنا، والأجسام المالية، والمؤسسات، والثروة. إن التواجد في هذا النظام يورطنا جميعًا في هذه الفظائع، ولهذا أشعر أنه من الضروري معارضتها بالكلمات والعمل. هذه الكلمات ليست كافية، لكنها شرارة للعمل الذي من الأمل أن يساهم في فك هذه الشبكة وتفكيكها.
-
كلماتي فقدت أي قوة ومع ذلك استمرت في التدفق مني. ما زلت أملك صوتًا، حتى وإن كان قليلون فقط من يستمعون."
علاء عبد الفتاح
"جزء من جبل الجليد المتعلق بالإبادة الجماعية هم ممكّنو الإبادة الجماعية. أشخاص عاديون، رجال ونساء، في كل جانب من جوانب الحياة، في كل مؤسسة. هؤلاء الممكنون للإبادة الجماعية ينقسمون إلى ثلاث فئات.
...الأولى هي أولئك الذين جعلتهم عرقنة الفلسطينيين ورفضهم التام لشخصيتهم غير قادرين على الشعور بأي شيء تجاه الـ 14,000 طفلًا الذين قُتلوا، بالنسبة لهم تبقى حياة الأطفال الفلسطينيين غير قابلة للتعاطف. لو قتلت إسرائيل 14,000 جرو أو قط، لكانت قد دُمرت بالكامل من شدة البربرية. المجموعة الثانية هي أولئك الذين قالت عنهم "هانا آرندت" في "تفاهة الشر"، "لم يكن لديهم أي دوافع على الإطلاق، سوى الاجتهاد الاستثنائي في العناية بتقدمهم الشخصي." الثالثة هي اللامباليين. كما قالت آرندت، "الشر يزدهر في اللا مبالاة ولا يمكن أن يوجد بدونها."
غسان أبو ستة–
"الدولة الجديدة كانت مدعومة بلا تردد وبلا انكسار، مُسلحة وممولة، محتضنة ومُحتفى بها، مهما كانت الجرائم التي ارتكبتها. نشأت مثل طفل محمي في منزل غني حيث يبتسم والديه بفخر بينما يرتكب جرائم حرب تلو الأخرى. لا عجب أن تشعر اليوم بأنها حرة في التفاخر علنًا بارتكاب إبادة جماعية. (على الأقل كانت وثائق البنتاغون سرية. كان يجب سرقتها. وتسريبها.) لا عجب أن الجنود الإسرائيليين بدا أنهم فقدوا كل شعور بالكرامة. لا عجب أنهم يغرقون وسائل التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو فاسدة لأنفسهم وهم يرتدون ملابس النساء اللاتي قتلنهن أو شُردن، مقاطع فيديو لأنفسهم وهم يقلدون الفلسطينيين الذين يموتون أو الأطفال الجرحى أو السجناء الذين تم تعذيبهم واغتصابهم، صور لأنفسهم وهم يفجرون المباني بينما يدخنون السجائر أو يرقصون على الموسيقى في سماعاتهم. من هم هؤلاء الناس؟"
ما الذي يمكن أن يبرر ما تفعله إسرائيل؟"
الجواب، وفقًا لإسرائيل وحلفائها، وكذلك الإعلام الغربي، هو هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر العام الماضي. مقتل المدنيين الإسرائيليين وأسر الرهائن الإسرائيليين. وفقًا لهم، بدأ التاريخ قبل عام فقط.
...هذا هو الجزء في خطابي حيث يُتوقع مني أن أتنازل لحماية نفسي، و"حياديتي"، ومكانتي الفكرية. هذا هو الجزء الذي يُفترض أن أنزلق فيه إلى معادلة أخلاقية وأدين حماس، والمجموعات المسلحة الأخرى في غزة، وحليفها حزب الله في لبنان، لقتلهم المدنيين وأسر الرهائن. وأدين أهل غزة الذين احتفلوا بهجوم حماس. بمجرد أن يتم ذلك، يصبح الأمر سهلاً، أليس كذلك؟ حسنًا، الجميع فظيع، ماذا يمكننا أن نفعل؟ فلنذهب للتسوق بدلاً من ذلك."…
"أرفض لعبة الإدانة. دعوني أوضح شيئًا. أنا لا أُملي على الشعوب المظلومة كيف تقاوم اضطهادها، ولا من يجب أن يكون حلفاؤها."
أرونداتي روي
-
أنا أعارض الاضطهاد بجميع أشكاله، وأؤمن بترابط حرياتنا. في مواجهة الظلم، أؤمن بقوة التضامن كممارسة يومية—نتفاعل مع بعضنا البعض لننسج عالمًا يسوده الكرامة والعدالة.
-
الصور، الفيديوهات، القصص الناقصة، الأصوات، شذرات الشذرات، الأرقام، البيانات، أنصاف الحقائق، الأكاذيب الفاضحة، والمشاهد التي لا تُنسى للاضطهاد العنيف والممنهج في غزة تعكس فشلًا نظاميًا وتواطؤًا أخلاقيًا مشينًا من حكومات الغرب في الاعتراف بحقوق الإنسان للشعب الفلسطيني. علاوة على ذلك، الحكومات الغربية التي تدعي أنها تفعل ذلك "باسم" الشعوب التي تمثلها، "الدول القومية"، تلقي علينا العار العالمي المتزايد الذي يتراكم—عار يُواصل تآكل الثقة المهترئة أصلًا بين المواطنين وحكوماتهم—يوميًا. أعني أنهم يورطوننا.
في أوقات الأزمات (ومتى لم نكن في أزمة؟) أجد من المفيد التفريق بين الفن والنشاط. الفن، بمعنى جيمس بالدوين، قد يكشف لنا، في أوقات كهذه، الأسئلة التي تخفيها الإجابات: لماذا يجب أن نكون متورطين؟ هل تقضي المقاومة على هذا التورط أو تخففه؟ أو، الأكثر إلحاحًا، ماذا يمكننا أن نفعل؟ النشاط يأخذ هذا العبء ويفعل شيئًا ما، ويفضل أن يكون غير مريح للنشطاء أنفسهم.
مسألة التصريحات المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الإنترنت الأوسع كشفت لي، ككاتبة، شعورًا متناقضًا من الشك والحاجة في الوقت ذاته. يمكن تلخيصه، بشكل ما، في سطور من قصيدة للشاعر دانز سميث، مثل: "لا توجد قصيدة أعظم من إطعام شخص، ولا توجد قصيدة لتحررك."
تصريحات كهذه قد لا تسبب ضررًا، لكن ماذا تفعل حقًا؟
نحن، كمجموعة، نتخذ بالفعل خطوات ملموسة لتوفير إجراءات توقف الألم، تلغيه أو تخففه، وإن حالفنا الحظ، تُعزز الفرح أو التقدم بطريقتنا البسيطة. تبدو لي هذه الأفعال عند تحقيقها أكثر قيمة من كل الكلمات الواردة في هذا البيان مجتمعة.
-
الوضع في فلسطين ولبنان يظل أزمة إنسانية عميقة بلا نهاية تلوح في الأفق. نواجه أسئلة حاسمة: كيف يمكننا إحداث فرق؟ كيف يمكننا أن نتحد رغم اختلافاتنا، وننتقل من ثنائية "نحن ضدهم" إلى علاقة أكثر تعاونًا؟ ماذا يعني أن ننضم إلى التضامن؟ وكيف يمكننا الضغط على المؤسسات لخلق التغيير؟ كيف يمكننا إنتاج الفن في هذا العالم المضطرب وتسليط الضوء على الصمت والفجوات التي ستطاردنا في المستقبل؟
-
في هذا المناخ الذي تضع فيه البُنى النظامية العنصرية والرأسمالية الربح والسلطة فوق الناس، وتسلّح الخوف والاختلاف وتُكرس عدم المساواة، يصبح الاهتمام أكثر من أي وقت مضى فعلًا ضروريًا. يصبح فعلًا سياسيًا ضروريًا عندما تستمر البُنى النظامية والإدارات السياسية في تجاهل الحياة الإنسانية وتأكيد الهيمنة والدفاع عنها. ويصبح ممارسة يومية ضرورية عندما يتطلب الحديث ضد الاضطهاد والدفاع عن الحياة الإنسانية، واتخاذ أي موقف من أجل الحريات الجماعية، خطوات وأفعالًا شجاعة ومستدامة.
أؤمن بممارسة مشتركة للرعاية تتفاعل بفعالية وبوعي مع أفعال تتحدى الاضطهاد وعدم المساواة على المستويين الصغير والكبير. حرياتنا مترابطة—التحرر يُبنى جماعيًا، والتضامن يتماشى مع اختلافاتنا ونداءاتنا التحررية المختلفة. الحرية لفلسطين؛ الحرية والتحرر للجميع.
[ii]https://progressive.international/wire/2024-04-12-dr-ghassan-abu-sittah-tomorrow-is-a-palestinian-day/en (12 April 2024)
[iii]https://thewire.in/rights/palestine-israel-apartheid-arundhati-roy-pen-pinter-prize (2024)
translated by Clara Diba.